باب
العارضة التي تدخل في الكلام والقصّة
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ) (١).. الآية.
أجمع المفسرون أنّ هذا حكاية عن اليهود.
وقوله تعالى : (قُلْ : إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) (١) هذا أمر للنبي صلىاللهعليهوسلم.
وقوله : (أَنْ يُؤْتى) (١) من كلام اليهود بعضهم لبعض ، فكيف الوجه في ذلك؟
قلنا ـ وبالله التوفيق ـ :
إنّ هذه ومثلها مطردة في كلام العرب ، وهذه هي التي يقال لها العارضة ، كما يقول : إنّ محمدا ـ يا رجل ـ رسول الله.
فقولك «يا رجل» كلام اعترض في خلال كلامك.
ومثله في القرآن : ([وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ثم اعترض كلام آخر وهو قوله :
__________________
(١) (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ* وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ) [سورة آل عمران : ٧٢ ـ ٧٣].