باب
دخول «أن» و «ما» على الفعل الماضي والمستقبل
ـ اعلم أرشدك الله أنّ «أن» و «ما» إذا دخلا على المستقبل جعلاه بمنزلة المصدر. أمّا المستقبل فكقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) (١) فالمعنى : إنّ الله لا يغفر الشرك. وكقوله تعالى : (وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي) (٢).
قال بعض المفسرين : إلا مشيئة ربي.
وأمّا إدخالها على الماضي فقوله تعالى : (أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) (٣).
المعنى : أكان إيحاؤنا عجبا إلى رجل منهم.
وقوله تعالى : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ* وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) (٤). أي : أمرنا بإقامة الصلاة.
وقوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) (٥). أي : بأمر الله.
__________________
(١) سورة النساء : آية ١١٦.
(٢) سورة الأنعام : آية ٨٠.
(٣) (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) [سورة يونس : آية ١].
(٤) سورة الأنعام : آية ٧١ ـ ٧٢.
(٥) سورة الحجر : آية ٩٤.