باب
إدخال «إن» الخفيفة في الكلام ،
صلة وتأكيدا للنفي
ـ اعلم أنّه قد يزاد «إن» الخفيفة في كلام يكون فيه «ما» الجحد ، فتكون «إن» للتأكيد كما يقال : ما إن رأيت ، وما إن سمعت. فهذا إذا كانت «ما» للجحد. وأمّا إذا كانت بمعنى الذي أو الاستفهام أو التعجب فلا تدخل فيه «إن» زائدة. فمنها قوله تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ) (١).
ـ فمن جعل «ما» ههنا بمعنى الذي أنكر أن يكون (إِنْ) زائدة. وإلى هذا ذهب ابن الأنباري.
ـ ومن لم يجعله بمعنى الذي يقول : إنّ «إن» ههنا صلة زائدة ، وهو قول القتبي.
وقال القائل :
٤٠٤ ـ غودرت بعدهم |
|
وكنت بطول صحبتهم ضنينا |
٤٠٥ ـ ما إن رأيت ولا |
|
سمعت بمثلهم في العالمينا |
وقال الآخر ـ وهو دريد بن الصمة ـ :
__________________
(١) سورة الأحقاف : آية ٢٦.
٤٠٤ ـ ٤٠٥ ـ البيتان للبيد في ديوانه ص ٦٣ ، والثاني في مجاز القرآن ١ / ٢٢.