باب
المجاز والاستعارة
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ) (١). فهل للجدار إرادة؟.
الجواب : هذا على المجاز ، وهذا ممّا لا يعاب عليه في كلام الفصحاء ، بل يعدّ من غاية البلاغة ، تقول من ذلك : قال برأسه كذا ، وطار في هذا الأمر ، والجبلان يتراءيان ويتناطحان. ونظير هذا في القرآن :
قوله تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) (٢).
وقوله : (إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) (٣).
وقوله : (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) (٤).
وقوله تعالى : (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) (٥).
فهذا من فعل الله تعالى ، ولكن أضافه إلى الأرض مجازا.
وقوله تعالى : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) (٦).
__________________
(١) سورة الكهف : آية ٧٧.
(٢) سورة الجاثية : آية ٢٩.
(٣) سورة إبراهيم : آية ٣٦.
(٤) سورة مريم : آية ٩٠.
(٥) سورة الحج : آية ٥.
(٦) سورة الطور : آية ٩.