ـ وقيل : إنها راجعة إلى منع الميراث ، وحيث ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا. معناه : إن لم تمنعوا الميراث منهم وتبعثون به إليهم ، فإنهم يقيمون بمكة ولا يهاجرون ، فيكون ذلك فتنة ، فربّما يجبرهم المشركون على الارتداد.
ـ وقوله تعالى : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ) (١). البراءة لا تعدّى ب «إلى» ، لا يقال : براءة من فلان إلى فلان ، وإنما يقال : برئت من فلان ، وبرئت منه.
الجواب :
قيل : هذا متصل وراجع إلى قوله تعالى في سورة الأنفال : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) (٢) كأنّه قال : براءة منبوذة من الله ورسوله إلى المشركين.
وقيل : إنه لما ابتدأ الكلام ب «من» ، حيث قال : (مِنَ اللهِ ،) ومن لابتداء الغاية ، ولا بدّ للابتداء من الغاية ، و «إلى» تكون للغاية ، فقال : (إِلَى الَّذِينَ.)
ـ وقوله تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (٣) ، قيل : إنّ هذا معطوف على كلام محذوف ، كأنّه قال : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ثوبوا إليه ، واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، وقيل : إنّ هذا معطوف على قوله : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) (٤) واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.
ـ وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً) (٥) ، فإن سئل عن سبب نزولها قلنا : قد اختلفوا فيه.
__________________
(١) سورة براءة : آية ١.
(٢) سورة الأنفال : آية ٥٨.
(٣) سورة البقرة : آية ١٢٥.
(٤) سورة البقرة : آية ١٢٢.
(٥) سورة البقرة : آية ٢٦.