باب التعجب
ـ إن سئل عن قوله
تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ
وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا) ، فما الوجه فيه؟
ـ الجواب : أنّ
هذا على وجه التعجب ، معناه : ما أسمعهم وأبصرهم. والتعجب عندهم على عشرة أوجه ،
وحروفه أربعة : أحدها : «ما» وتنصب الاسم المتعجب منه ، فتقول
: ما أحسن زيدا ، فإن كررت «ما» وجعلتها بين الفعلين رفعت الاسم المتعجب منه بفعله
، فقلت : ما أحسن ما كان زيد ، ف «ما» الثانية في محل النصب ، وزيد : مرفوع بفعله.
وكذلك : ما أحسن ما صنع أخوك.
ـ ولو عطفت عليه
فعلا آخر نصبته أيضا فقلت : ما أحسن زيدا وأعلمه ، وما أعفّ فلانا وأورعه!
ـ وقد يجيء التعجب
بلفظ الأمر ، والمراد به الخبر ، كقولك : أحسن بزيد ، أي : ما أحسنه. قال الله
تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ
وَأَبْصِرْ) .
ـ فإن كان المتعجب
منه لونا فلا تقول : ما أفعله ولا أفعل به ، بل جئت ب (أشدّ) ونحوه ، فقلت : ما
أشدّ سواده ، وما أبين بياضه ، ولا تقول :
ما أبيضه وما
أسوده ، كما تقول : ما أعلمه.
__________________