ـ وأمّا بمعنى الزجر ، فكقوله تعالى : (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) (١) : زجر عن الإنكار للبعث ، وكذلك قوله : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) (٢).
ـ وأمّا ما كان لفظه لفظ الأمر ومعناه السؤال والدعاء ، فكقوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (٣) ، وكقوله : (رَبِّ اغْفِرْ لِي) (٤) ، وكقوله : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) (٥) وأشباهها.
ـ وأمّا ما كان لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر ، فكقوله تعالى : (كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ) (٦). قيل : معناه : تأكلون أنتم ، وترعون أنعامكم. وكقوله تعالى : (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) (٧) ، قيل : معناه : أنكم تمشون في مناكبها ، أي : أطرافها ، وتأكلون من رزق الله ، أفلا تعتبرون؟!
ـ والعاشر أمر التحدي والتعجيز كقوله تعالى : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) (٨) ، وكقوله : (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) (٩) ، وقوله : (قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) (١٠).
ـ وأمّا قوله : (لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ) (١١) ، فظاهره على الخبر وفيه معنى الأمر ، وهو تعليم من الله لعباده.
ـ وأمّا الأمر بمعنى الشرط ، كقوله تعالى : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (١٢). معناه : إن استغفرت لهم أو لم تستغفر لهم فلن يغفر الله لهم ، وأشباهه.
* * *
__________________
(١) سورة الإسراء : الآيتين ٥٠ ـ ٥١.
(٢) سورة الإسراء : آية ٦٤.
(٣) سورة الفاتحة : آية ٦.
(٤) سورة الأعراف : آية ١٥١.
(٥) سورة البقرة : آية ٢٠١.
(٦) سورة طه : آية ٥٤.
(٧) سورة الملك : آية ١٥.
(٨) سورة البقرة : آية ٢٣.
(٩) سورة الطور : آية ٣٤.
(١٠) سورة الأعراف : آية ١٩٥.
(١١) سورة الزخرف : آية ١٣.
(١٢) سورة التوبة : آية ٨٠.