وَأَهْلَكَ) (١) ، (وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) (٢) ، و (أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا) (٣) فهذه وأشباهها بمعنى التسكين ، وتحتها مواعيد ، وليست نهيا على الحتم ؛ لأنّ صاحبها لو خاف أو حزن لم يكن عاصيا.
ـ ونهي بمعنى الرأفة والتلطف ، نحو قوله تعالى : (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) (٤).
ـ ونهي ظاهره لا يشبه صيغة النهي ، ولكن فيه معنى النهي على وجه الرأفة أيضا نحو قوله تعالى : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) (٥).
أي : لا تقتل نفسك غمّا وحزنا إن لم يؤمنوا.
وكقوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) (٦).
ـ ونهي موجّه إلى غير المخاطب ، ولكنّ المراد به هو المخاطب ، نحو قوله تعالى : (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) (٧).
فظاهره توجه إلى القول ، ولكنّ المراد به النبي صلىاللهعليهوسلم. أي : لا تحزن أنت ، وقوله تعالى : (وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ) (٨) وأشباهه.
ـ وهذا من فصاحة كلام العرب ، يقول الرجل لصاحبه : لا أراك ههنا ، أي : لا تكن ههنا كي لا أراك.
وقال الشاعر :
__________________
(١) سورة العنكبوت : آية ٣٣.
(٢) سورة القصص : آية ٧.
(٣) سورة فصلت : آية ٣٠.
(٤) سورة فاطر : آية ٨.
(٥) سورة الشعراء : آية ٣.
(٦) سورة هود : آية ١٢.
(٧) سورة يس : آية ٧٦.
(٨) سورة الكهف : آية ٢٨.