باب
وجوه «من»
ـ اعلم أنّ «من» على سبعة أوجه :
استفهام وجزاء وموصول ، وموصوف ومحمول على التأويل وموسوم بعلامة النكرة ومنقول من أجل أم.
ـ أمّا الاستفهام فنحو قولك : من عندك؟ فتجاب : زيد أو عمرو.
وقال الله تعالى : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) (١) فخرّجه مخرج الاستفهام ، ومعناه التنبيه على حالهم ليكونوا منتبهين عليها.
وقال الله تعالى : (مَنْ أَنْبَأَكَ هذا) (٢) فهذا استفهام محض ، ونحو ذلك.
ـ وأمّا الجزاء فنحو : من يأتني أكرمه. قال الله تعالى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) (٣) ، (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٤). وقال الشاعر :
٤٨٢ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشرّ بالشرّ عند الله مثلان |
__________________
(١) سورة يس : آية ٥٢.
(٢) سورة التحريم : آية ٣.
(٣) سورة النساء : آية ١٢٣.
(٤) سورة الزلزلة : آية ٨.
٤٨٢ ـ البيت لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، كان شاعرا كأبيه. توفي سنة ١٠٤ ه.
وهو في كتاب سيبويه ١ / ٤٣٥ ، وخزانة الأدب ٣ / ٥٤٤ ، ومغني اللبيب ص ٨٠.