وكقوله : (إِنَّمَا اللهُ) (١) ، و «إنّ» ههنا ناصبة لما بعدها ، لكنها كفّت ب «ما» واستؤنف الكلام بعدها ، وكذلك إذا دخلت على «ربّ» نحو قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٢).
قال الشاعر :
٤٩٢ ـ ربّما تكره النفوس... |
|
البيت. |
وقال القائل :
٤٩٣ ـ أعلاقة أمّ الوليد بعد ما |
|
أفنان رأسك كالثّغام المخلس |
ف «ما» كفّ «بعد» واستأنف الكلام بعدها ، فقال : أفنان رأسك بالرفع.
ـ وأما المسلّطة فنحو قولك : حيثما تكن أكن.
لو لا «ما» لم يجزم الجزاء ب «حيث».
وكذلك إذ ما. قال الشاعر :
٤٩٤ ـ إذ ما تريني اليوم أزجي مطيّتي |
|
أصعّد سيرا في البلاد وأفرع |
٤٩٥ ـ فإنّي من قوم سواكم وإنّما |
|
رجالي قوم بالحجاز وأشجع |
__________________
(١) (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ ،) [سورة النساء : آية ١٧١.
(٢) سورة الحجر : آية ١.
٤٩٢ ـ البيت تقدم قريبا برقم ٤٨٠ ، وهو في مغني اللبيب ٤٣٢ ، وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور ٢ / ٤٥٧ ، وخزانة الأدب ٦ / ١٠٨.
٤٩٣ ـ البيت للمرّار الحنظلي العدوي ، وهو من شواهد سيبويه ١ / ٦٠ ، والخزانة ٤ / ٤٩٣ ، ومغني اللبيب ٤٠٩.
والثغام : نبت إذا يبس صار أبيض ، والمخلس : بكسر اللام : المختلط رطبه بيابسه.
٤٩٤ ـ ٤٩٥ ـ البيتان لعبد الله بن همام السلولي.
وهما في أمالي ابن الشجري ٢ / ٢٤٥ ، وشرح ابن يعيش ٧ / ٤٧.
وقال ابن الشجري : ليست «ما» معها زائدة كزيادتها في غيرها.
وقال في القاموس : فرع كمنع : صعد ونزل ، ضد.