بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة المؤلف
ربّ يسّر ولا تعسّر ، وسهّل وتمّم
إنّ أفضل ما يفتتح به الكلام حمد الله ، وأحقّ ما يمسك به الأنام دين الله ، وأحرى ما يزجى في تفهمه الأيام كتاب الله.
الحمد لله الذي هدانا للإيمان ، وفهّمنا علم القرآن ، وجنّبنا عبادة الأوثان.
والصلاة على نجيّ خطابه ، وسفير كتابه ، محمد وآله وأصحابه.
قال الفقيه الإمام المفسّر الزاهد أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الحدادي ، رضي الله عنه حيّا وميتا :
إني لما فرغت من تصنيف كتاب «الموضح لعلم القرآن» (١) صنّفت كتابي هذا تحفة مني لولدي (محمد نعمة الله) وصلة مني إيّاه ، وهدية له ولسائر إخواني من المسلمين رضي الله عنهم أجمعين وجعلته «مدخلا لعلم تفسير كتاب الله تعالى ومعانيه» وتنبيها على ما غمض من طرقه ومبانيه ، وردّا على الملحدين الطاعنين في كتاب الله ، لقصور علمهم عن افتنان لطائف لغة العرب وفصاحتها ، ومذاهبها في الحذف والاختصار ، والإيجاز والتّكرار ، والتقديم والتأخير ، والإطالة والتقصير ، وذكر التثنية بلفظ الجمع ، وذكر الجمع بلفظ التثنية ، والمذكّر بلفظ التأنيث ، والتأنيث بلفظ التّذكير ، وحذف
__________________
(١) وقد طبع الكتاب بتحقيقنا.