ـ ومنها ما يكون على التمكث والمهلة. نحو : تفهمت وتكلمت. وهذا أخذ شيء بعد شيء.
ـ ومنها : تكليفك النفس على شيء حتى يصير عادتك. نحو : تصبّرت وتحملت.
ـ والتاء تدخل مع تفاعلت للمشاركة. تقول : تضارب القوم وتقاتلوا ومنها قوله تعالى : (قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ) (١). وفي الحديث : «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا» (٢).
ـ وقد يجيء تفاعلت بمعنى إظهارك من نفسك ما لست عليه تقول : تغافلت عن كذا ، وتخازرت.
قال الشاعر :
٥٢٦ ـ إذا تخازرت وما بي من خزر |
|
... |
__________________
(١) سورة النمل : آية ٤٩.
(٢) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ، رقم ٢٥٦٤ برواية «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا». وهو في رياض الصالحين باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم.
٥٢٦ ـ الشطر لأرطاة بن سهية ، وقيل للعجاج ، وبعده :
ثم كسرت العين من غير عور |
|
ألقيتني ألوى بعيد المستمر |
أحمل ما حمّلت من خير وشر |
|
كالحيّة النضناضي في أصل الحجر |
تخازر : نظر بمؤخر عينه ، وقوله : ألوى بعيد المستمر هو مأخوذ من المثل :
[لتجدنّ فلانا ألوى بعيد المستمر]
والمثل للنعمان بن المنذر ، قاله في خالد بن معاوية السعدي ونازعه رجل عنده ، فوصفه النعمان بهذه الصفة ، فذهبت مثلا. وقوله : ألوى : شديد الخصومة ، واستمر استحكم. أي : قويّ في الخصومة لا يسأم المراس.
والشطر في كتاب سيبويه ٢ / ٢٣٩ ، وأمالي القالي ١ / ٩٦ ، وأساس البلاغة خزر ، والمقتضب ١ / ٢١٧ ، والاقتضاب ٤٠٩ ، وراجع مجمع الأمثال ٢ / ١٩٢.