باب
معاني الباءات
الباءات تدخل في الكلام على وجوه :
ـ منها باء القسم كقوله : (بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (١).
ـ ومنها ما يدخل لتأكيد النفي. كقوله تعالى : (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (٢).
ـ ومنها ما يدخل للتعدية. كقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) (٣).
ـ ومنها ما يدخل للإلصاق. كقولك : كتبت بالقلم. قال الله تعالى : (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ) (٤) ونظائر ذلك كثيرة فهذه الأربع من الباءات هي الأصل ، ولكن تتفرع على نيف وعشرين وجها :
الأول : الباء التي تبدل من الميم. تقول : سبد (٥) رأسه وسمده : إذا استأصله ، وبيد بمعنى غير.
__________________
(١) سورة لقمان : آية ١٣ : (لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.) قال الأشموني : وقد أغرب من وقف على : (لا تُشْرِكْ) وجعل (بِاللهِ) قسما ، وجوابه : (إِنَّ الشِّرْكَ) وربّما يتعمد الوقف عليه بعض المتعنتين. ووجه غرابته أنهم قالوا : إنّ الأقسام في القرآن المحذوفة الفعل لا تكون إلا بالواو ، فإذا ذكرت الباء أتي بالفعل. ا. ه. منار الهدى ، ص ٣٠٣.
(٢) سورة البقرة : آية ٨.
(٣) سورة البقرة : آية ١٧.
(٤) سورة آل عمران : آية ١٦٧.
(٥) يقال : سبّد رأسه : استقصى طمه أو جزّه.
راجع أساس البلاغة مادة سبد.