واحدة وكان النصف الأول مرفوعا ، ثم لم توجد الكلمة الواحدة في الأسماء وفيها خروج عن الضمة إلى الكسرة ، فعدلوا عن الضمة التي في دال الحمد ، ولم يكن إلى الفتحة سبيل لاقتضائه مصدرا ، ولا إلى الضمة لأنها هي المنقول عنها ، فلم يبق وجه إلا الكسر.
ـ وأما قول الفراء : فلأنهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة لكثرة استعمالها ، فتطرق عليها التعيين لاستقبال الكسرة بعد الضمة فعدل عن الضمة إلى الكسرة اتباعا ؛ إذ وجدوا لها نظيرا نحو إبل وإطل (١).
ـ وأما لغة ربيعة (الحمد لله) فالوجه فيها أنّهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة على ما بيّنا فأتبعوا حركة اللام حركة الدال ؛ إذ حركة الدال تدلّ على المعنى ، وهي أشرف من حركة اللام لأنّها لا تدلّ ، ولها نظير نحو منصل (٢) ومنخل.
* * *
__________________
(١) الإطل بكسر وبكسرتين ، الخاصرة. جمعها آطال.
(٢) المنصل بضم الميم وفتح الصاد ، وبضمتين : السيف.