(رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
مقدمة المحقق
ـ إنّ أولى ما فغر به الناطق فمه ، وافتتح به كلمه ، حمد الله ، فالحمد لله الذي لم يستفتح بأفضل من اسمه كلام ، ولم يستنجح بأحسن من صنعه مرام ، حمدا لا انقطاع لراتبه ، ولا إقلاع لسحائبه ، حمدا يستنزل الرحمة ، ويستكشف الغمّة ، ويبلغ الحقّ ويقتصيه ، ويمتري المزيد ويقتضيه.
ثمّ الصلاة على سيدنا محمّد ، خير من افتتحت بذكره الدعوات ، واستنجحت بالصلاة عليه الطلبات ، أفضل نبيّ مبعوث ، وأفضل وارث موروث ، وعلى آله الذين عظّمهم توقيرا ، وطهّرهم تطهيرا.
وبعد :
فإنّ القرآن حبل الله الممدود ، وعهده المعهود ، وظلّه العميم ، وصراطه المستقيم ، وحجته الكبرى ، ومحجته الوضحى.
هو الواضح سبيله ، الراشد دليله ، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا ، ومن أعرض عنها زلّ وهوى.
هو حجة الله وعهده ، ووعيده ووعده ، به يعلّم الله الجاهل ، ويعمل العاقل ، وينتبه الساهي ، ويتذكّر اللاهي.
بشير الثواب ، ونذير العقاب ، وشفاء الصدور ، وجلاء الأمور.