مشايخ خراسان ، وأول من تنبه إلى أهمية هذه الفترة هو العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي ـ رحمهالله ـ فانه تتبع مشايخ الطوسي فعثر على ثلاثة منهم تتلمذ عليهم الشيخ الطوسي في نيشابور ومشهد وطوس (١). وهكذا ظهر أنّ الشيخ قضى فترةً من حياته العلمية في نيسابور وطوس ، وقد كانتا حاضرتين من حواضر العلم المهمة في خراسان. وتبرز أهمية حضور الطوسي في نيسابور ومدى تلقيه العلم بها أنّه حينما هاجر إلى بغداد كان يملك قسطاً وافراً من العلوم الإسلامية بحيث مكّنه من الجلوس في مجالس العلم المهمة ببغداد.
وهؤلاء المشايخ الثلاثة هم :
١ ـ أبو حازم النيسابوري (؟ ـ ٤١٧ ه):
هو أبو حازم ، عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، العبدوي ، الهذليّ ، الأعرج النيسابوري ، الأشعري ، الشافعي. وصفه الخطيب البغدادي بقوله : (قدم بغداد قديماً (سنة تسع وثمانين وثلاثمائة) وحدّت بها فسمع منه ... وبقي أبو حازم حياً حتى لقيته بنيسابور وكتبت عنه الكثير ، وكان ثقة ، صادقاً ، عازماً حافظاً يُسمع الناس بإفادته ، ويكتبون بانتخابه.) (٢) .. وقد أطراه آخرون أمثال : ابن مأكولا (في الإِكمال ٢ : ٢٨٠) وعبد الغافر (في
__________________
(١) انظر إلى مقالة (شخصيت علمي ومشايخ شيخ طوسي) بالفارسية في مجموعة (ميراث إسلامي إيران) ٢ : ٣٨٠ ـ ٣٧٧.
(٢) تاريخ بغداد : ١١ ـ ٢٧٢.