المذاهب الفقهية السُّنّية ، فكان في عرضه لآراء المذاهب السُّنية دقيقاً وصادقاً لا تفوته حتى أقوالهم النادرة وفتاواهم الشّاذة.
٤ ـ مما امتاز به الشيخ الطوسي هو قدرته الفائقة والفريدة في طرح أفكاره الجديدة وآرائه المتميزة على طلابه في مجالس درسه ، وعلى الآخرين من خلال تراثه المكتوب ، فقد كان للشيخ الطوسي أسلوباً وبياناً متميزاً وفريداً جعله محطّ أفئدة طلابه حيث كان يسحرهم ببيانه ، ويأخذ بألبابهم ، ويقودهم إلى حيث كان يريد ، ويفرض عليهم بقدراته العلمية الفائقة وسعة معلوماته في جميع المجالات آراءه وأفكاره ، ومراجعة متعمقة ودقيقة لتراثه تكفي للوقوف على جانب من قدرات الشيخ الهائلة ألا وهو تمكنه من تصنيف المسائل واستقصاء كل ما يتعلق بمسألة معينة ودعمها بأدلّة نقليّة وعقليّة ودحض أدلّة المخالفين بردود عديدة بحيث لا تقوم لهم بعدها قائمة ، بحيث لا يبقي في النهاية مجالاً أمام القارئ إلّا الاستسلام والخضوع لمنطقه العلمي القويم.
وكانت هذه الميزة هي السبب في انبهار فقهاء الشيعة امام فتاوى الشيخ الطوسي وعدم جرأتهم على مخالفته مما أدّى إلى انغلاق باب الاجتهاد عندهم ـ كما قيل وسمّوا فقهاء هذه الفترة بالمقلّدة ـ مدة قرن من الزمن أي منذ وفاة الشيخ الطوسي سنة ٤٦٠ ه وحتى بزوغ نجم الفقيه الشيعي الكبير أبي جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي (المتوفى سنة ٥٩٨ ه) حيث تمكن هذا الفقيه من كسر طوق التقليد وأعاد إلى مدرسة الإمامية روح الاجتهاد والتجدد.
٥ ـ ومما تمتاز به مدرسة الشيخ الطوسي ببغداد هو النشاط