١ ـ قال صاحب ( المعجب ) ما ملخصه :
« كان أبو محمّد الفقيه وزيرا لعبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر الملقب بالمستطهر بالله أخي المهدي المذكور آنفا ، ثم نبذ الوزارة وأطرحها اختيارا ، وأقبل على قراءة العلوم وتقييد الأخبار والسنن ، ونال من ذلك ما لم ينله أحد قبله بالأندلس ، وكان على مذهب الامام أبي عبد الله الشافعي رحمهالله ، أقام على ذلك زمانا ثم انتقل إلى القول بالظاهر وأفرط في ذلك ، وله مصنفات كثيرة جليلة القدر ، شريفة المقصد في أصول الفقه وفروعه على مهيعة الذي يسلكه ومذهبه الذي يتقلده وهو مذهب داود بن علي ، بلغني عن غير واحد من علماء الأندلس أن مبلغ تصانيفه في الفقه والحديث والأصول والملل والنحل وغير ذلك من التاريخ والنسب وكتب الأدب والرد على الخالفين له نحو من أربعمائة مجلد ، وهذا شيء ما علمناه لأحد ممن كان في مدة الإسلام قبله ، إلاّ لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري ، وهذا لا يتهيأ لمخلوق إلاّ بكرم عناية الباري تعالى وحسن تأييده له ، ولأبي محمّد ابن حزم بعد هذا نصيب وافر من علم النحو واللغة ، وقسم صالح من قرض الشعر وصناعة الخطابة.
وإنما أوردت هذه النبذة من أخبار هذا الرجل لأنه أشهر علماء الأندلس اليوم ، وأكثرهم ذكرا في مجالس الرؤساء وعلى ألسنة العلماء ، وذلك لمخالفته مذهب مالك بالمغرب ، وقد كثر أهل مذهبه وأتباعه عندنا بالأندلس اليوم ».
٢ ـ وذكره صديق حسن في المجتهدين قائلا ما ملخصه :
« ومنهم الامام أبو محمّد ابن حزم الظاهري ، قال : لو علمت أن أحدا على وجه الأرض أعلم مني قرآنا وحديثا لرحلت إليه.
قال الشيخ الأكبر في الفتوحات في الباب الثالث والعشرين ومائتين : غاية الوصلة أن يكون الشيء عين ما ظهر ولا يعرف أنه هو ، كما رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه وسلّم وقد عانق أبا محمّد ابن حزم المحدّث ، فغاب الواحد في الآخر فلم يزالا واحدا هو ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فهذه غاية الوصلة وهي المعبر عنها بالاتحاد ـ انتهى.