جميع خلقي وجميع ملائكتي.
فقال موسى : يا رب إن كان محمّد أحبّ إليك من جميع خلقك ، فهل خلقت أمة أكرم عليك من أمتي؟
قال الله تعالى : إن فضل أمة محمّد على سائر الأمم كفضلي على جميع الخلق » (١).
قلت : فإن وصفه عز وجل وتشريفه بأنه الذي أثبت اسمه على عرشه يدل على أن ذلك فضل عظيم يوجب ظهور أفضليته من جميع الخلائق ، فتقدم خلقه أيضا يدل على المعنى المذكور ، فعلي كذلك ، لأن خلقه من خلق النبي ، وهو مخلوق مما خلق منه.
وفي بعض الأحاديث الصحيحة سندا : أن آدم عليهالسلام استدل على أفضليّة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكونه أعظم قدرا عند الله ، بمقارنة اسمه لاسمه عز وجل في العرش ، وذلك عند التوسل به إلى الله ليغفر له خطيئته ...
وقد روى هذا الحديث جماعة من أعاظم حفاظ أهل السنة كالطبراني ، والقاضي عياض في ( الشفاء ) ، والسيوطي في ( الخصائص ) عن الحاكم والبيهقي وأبي نعيم وابن عساكر والطبراني ، والسمهودي في ( خلاصة الوفا ) عن الحاكم ، والقسطلاني في ( المواهب اللدنية ) ، والديار بكري في ( الخميس ) عن عياض ، والمناوي في ( الاتحافات السنية ) عن جماعة ، والحلبي في ( إنسان العيون ) وغيرهم.
قال الطبراني : « حدّثنا محمّد بن داود بن أسلم الصدفي المصري ، حدثنا
__________________
(١) العرائس : ٢٨٠.