أقول : وإذا كان صلىاللهعليهوآلهوسلم « الأب الأكبر لجميع الموجودات والناس » بسبب خلق نوره قبل خلق جميع العوالم كلّها علوها وسفلها ، فإن عليا عليهالسلام كذلك ، لوحدة نورهما ، فلا يجوز تقدم أحد عليه ، لأن جميع الخلائق أشياع وأتباع له ، ومن هنا قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة.
قال الرومي في شرح قول البوصيري :
« أحل أمته في حرز ملّته |
|
كالليث حلّ مع
الأشبال في الأجم » |
قال : « يقول : وكيف لا؟ وقد أحلّ وأقرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمة إجابته في حرزه الحريز وحصنه الحصين من شريعته الحنيفية الباقية إلى يوم القيامة ، وهو ضرغام غابة غاية الكمال من الرجال ، وأتباعه كالأولاد لقوله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ولقوله صلّى الله عليه وسلّم : أنا من الله والمؤمنون مني ، وأنا وأنت يا علي أبوا هذه الأمة ، وناهيك لقوة دين الله دليلا ، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا » (١).
فهل يجوز تقدّم أحد عليه والحال هذه؟!
وقال ملك العلماء شهاب الدين آبادي ـ بعد أن أورد حديث النور وذكر حاصل معناه ـ ما تعريبه :
« وقد عاد النور مجتمعا مرة أخرى في رحم فاطمة ، لأن الحسن والحسين من نور الله ، ولقد كان للمصطفى غير علي بنو عمومة ، وغير فاطمة بنات ، وكان لعلي وفاطمة أولاد غير الحسن والحسين ، إلا أنّهما خصّا بكونهما من نور الله ( يا أَيُّهَا
__________________
(١) تاج الدرة في شرح البردة ـ مخطوط.