حرف الكاف
(كافِرٌ) : له معنيان : من الكفر ، وهو الجحود بوجود الله المضاد لمعرفته. وقد يحكم بكفر الشخص مع كونه عالما بالله من طريق الشرع ؛ وهو إذا قال : إن الخمر حلال ، والظّهر غير واجب. وقيل الكافر هو المكذّب ، مثل قوله تعالى (١) : (فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا). وبمعنى الزرع ، وهو قوله تعالى (٢) : (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) ، أى الزرّاع. وتكفير الذنوب : غفرانها.
(كَافَّةً) : الهاء للمبالغة ، ومنه (٣) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) ـ بفتح السين المهملة. والمراد به هاهنا عقد الذمة بالجزية ، فالأمر على هذا لأهل الكتاب ، وخوطبوا بالذين آمنوا لإيمانهم بأنبيائهم وكتبهم المتقدمة.
وقيل : هو الإسلام. وكذلك هو بكسر السين ، فيكون الخطاب لأهل الكتاب على معنى الأمر لهم بالدخول فى الإسلام.
وقيل : إنها نزلت فى قوم من اليهود أسلموا ، وأرادوا أن يعظّموا السّبت كما كانوا ، فالمعنى على هذا : ادخلوا فى الإسلام ، واتركوا سواه. ويحتمل أن يكون الخطاب للمسلمين على معنى الأمر بالثبوت عليه والدخول فى جميع شرائعه من الأمر والنهى. وقوله (٤) : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) ؛ أى تكفّهم وتردعهم ؛ لأنه صلىاللهعليهوسلم بعث إلى [١٣٠ ا] الإنس والجن.
__________________
(١) التغابن : ٦
(٢) الحديد : ٢٠
(٣) البقرة : ٢٠٨
(٤) سبأ : ٢٨