عَلَيْهِمْ) في هذه الحال (ما يَلْبِسُونَ) على أنفسهم حينئذ فإنهم يقولون : إذا رأوا الملك في صورة الإنسان لقالوا : هذا إنسان وليس بملك. هذا معنى الآية.
٦ : ٢٧ ـ ٢٨ (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ ، وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ).
وقد حام أكثر المفسرين حول معنى هذه الآية ، وما أوردوا ما يشفي. فراجع أقوالهم تجدها لا تشفي عليلا ، ولا تروي غليلا.
الآية معناها أجل وأعظم مما فسر وهابه. ولم يتفطنوا لوجه الإضراب ب «بل» ولا للأمر الذي بدا لهم ، وكانوا يخفونه وظنوا أن الذي بدا لهم هو العذاب. فلما لم يروا ذلك ملتئما مع قوله (ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ) قدروا مضافا محذوفا ، وهو خبر ما كانوا يحقون من قبل ، فدخل عليهم أمر آخر ، لا جواب لهم عنه. وهو : أن القوم لم يكونوا يخفون شركهم وكفرهم ، بل كانوا يظهرونه ، ويدعون إليه ، ويحاربون عليه. ولما علموا أن هذا ورد عليهم ، قالوا : إن القوم في بعض موارد القيامة ومواطنها أخفوا شركهم وجحدوه ، وقالوا : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) فلما وقفوا على النار بدا لهم جزاء ذلك الذي أخفوه.
قال الواحدي : وعلى هذا أهل التفسير.
ولم يصنع أرباب هذا القول شيئا. فإن السياق والإضراب ب «بل» والإخبار عنهم بأنهم لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ، وقولهم «والله ربنا ما كنا مشركين» لا يلتئم بهذا الذي ذكروه. فتأمله.
وقالت طائفة ، منهم الزجاج : بل لاتباع ما أخفاه عنهم الرؤساء ، من أمر البعث. وهذا التفسير يحتاج إلى تفسير ، وفيه من التكليف ما ليس بخاف.