ولا شكّ أنّ هناك فاصلاً زمنيّاً واسعاً بين تأليف كتاب شرائع الإسلام في (ق. ٧ هـ) وتأليف كتاب جواهر الكلام في (ق. ١٣ هـ) يقرب من ستّة قرون ، فاقتضى ذلك تضخّم المطالب الفقهية وتوسّعها وتكاملها ، فتعرّض لها الشّيخ النجفي بأجود الطرق موصلاً عصر المحقّق الحلّي بعصره.
تميّز منهج الجواهر :
ويتميّز منهج جواهر الكلام بالشمولية في فهم المسألة الفقهية والإستدلال بما قاله الفقهاء السابقون أمثال : ابن أبي عقيل ، وابن الجنيد ، والصدوقين ، والشّيخ المفيد ، والسيّد المرتضى ، والشّيخ الطّوسي ، وسلاّر ، وابن حمزة ، وابن زهرة ، وابن إدريس ، والمحقّق الحلّي ، والعلاّمة الحلّي ، وفخرالمحقّقين ، والشّهيد الأوّل ، والشّهيد الثاني ، والمقدّس الأردبيلي ، والعلاّمة المجلسي ، والوحيد البهبهاني ، وغيرهم من الأجلاّء.
وللتدليل على خصوصية اعتماد المصنِّف على المصادر الفقهية نذكر اعتماده على كتاب واحد مثل كشف اللثام للفاضل الهندي ، فقد ذكره في الجزءالأوّل في (٨٠) مورداً ، وذكره في الجزء الثامن (١٣٨) مرّة ، وفي الجزء التاسع (٨٠) مرّة ، وفي الجزء العاشر في (٨٥) مورداً ، وفي الجزء الحادي عشرفي (١٥٠) مورداً ، وفي الجزء الثالث والأربعين في (٢٨٠) مورداً ، وفي الجزء الحادي والأربعين في (٢٠٠) مورداً (١).
قال الشّيخ محمّد رضا المظفّر (ت ١٣٨٠ هـ) في مقدّمته على جواهر الكلام :
__________________
(١) كشف اللثام ـ المقدّمة : ٣٣.