لانخرام الحيثية التقيدية فيه (وكذا) علم النحو فانه ايضا لا جامع ذاتي بين موضوعات مسائله بحيث يكون ذلك الجامع هو موضوع علم النحو وتكون المحمولات المبحوث عنها في العلم عوارض ذاتية لذلك الجامع فان ما فرض موضوعا لعلم النحو إما أن لا يكون جامعا بين جميع موضوعات المسائل مع كون العوارض المبحوث عنها في العلم ليست ذاتية له وإما أن لا تكون العوارض المبحوث عنها ذاتية له وذلك لأن موضوع علم النحو إما أن تكون الكلمة والكلام وإما أن يكون هو القول من حيث الاعراب والبناء فان كان موضوعه هو الأول فلا يعقل أن تكون الكلمة والكلام معا جامعا وحدانيا بين موضوعات مسائل علم النحو بل تكون الكلمة جامعة بين موضوعات بعض المسائل والكلام جامعا آخرا بين موضوعات بعض المسائل الأخر فيلزم من كون موضوع علم النحو الكلمة والكلام محذوران أحدهما أن يكون علم النحو علمين لتعدد موضوعه اعني الكلمة والكلام لانتفاء جامع ذاتي بينهما يكون هو موضوع العلم غير القول وفرض كونه هو موضوع العلم خلاف الفرض وثانيهما أن تكون العوارض المبحوث عنها في العلم غير ذاتية لما فرض موضوعا فان تلك العوارض لا تعرض على الكلمة أو الكلام بما هي كلمة أو كلام بل بما هو فاعل أو بما هي جملة اسمية وإن كان موضوعه هو الثاني اعني به القول فهو وإن كان جامعا ذاتيا بين جميع موضوعات مسائل العلم إلا أنه يلزم من فرض كونه موضوعا أن تكون العوارض المبحوث عنها في العلم غريبة بالنسبة الى ذلك الموضوع كما اشرنا اليه في المحذور الثاني فتحصل مما تقدم أن وحدة الغرض بالعنوان لا تستلزم وحدة الموضوع بالحقيقة وانما تقتضي وحدته عنوانا واعتبارا إذ لا يعقل أن تكون المسائل المتباينة موضوعا ومحمولا شيئا واحدا حقيقة وبما أن حقيقة كل علم مسائله فلا يعقل أن يكون العلم واحدا حقيقة بل لا محالة يكون واحدا عنوانا واعتبارا لداع يدعو المدون لتلك الامور المتعددة الى اعتبارها شيئا واحدا وتسميتها باسم واحد ولو لوحدة الغرض عنوانا واعتبارا فاتضح أن ما فرض موضوعا لجملة من العلوم لا يمكن أن يكون موضوعا لتلك العلوم إذ لا يبحث في شيء منها عن عوارضه الذاتية وقد قيل في تعريف موضوع العلم انه ما يبحث في العلم عن عوارضه الذاتية وكذلك قد اتضح أن ما