في المشتق
اتّفقت كلمة علماء الأُصول على أنّ المشتق حقيقة في المتلبّس بالمبدأ ، ومجازٌ فيما يتلبس به في المستقبل ، واختلفوا فيما انقضى عنه المبدأ ، وقبل الدخول في صلب الموضوع ، نقدّم أُموراً :
المشتق هو اللفظ المأخوذ من لفظ آخر ، ويسمّى الأوّل فرعاً ، والثاني أصلاً ، ولابدّ بينهما من مناسبة حتى يتحقّق الأخذ وقد قسّموه إلى صغير وكبير وأكبر. لأنّ الفرع إمّا أن يشتمل على حروف الأصل وترتيبه ، فهو الأوّل ، وإذا أطلق لا ينصرف إلاّ إليه. وإمّا أن يشتمل على حروفه دون ترتيبه ، وهو الاشتقاق الكبير ، كما قيل : إنّ « فسر » مأخوذ من سفر ، ويقال : « أسفر النقاب » إذا رفع ، والتفسير أيضاً رفع النقاب عن وجه المراد ؛ وإمّا أن لا يشتمل على حروفه فضلاً عن ترتيبه وهو الأكبر كثلم وثلب. (١)
__________________
١ ـ لاحظ في الوقوف على تفصيل الأقسام : الفصول الغروية : ٥٨ ـ ٥٩.