الموضوع من صميم كون العرض ذاتياً. (١)
وأمّا القول الثالث ، فبرهانه هو أنّ العلوم الاعتبارية تدوّن للحصول على غرض واحد اعتباري ، وليس حصول ذلك الغرض رهن وجود موضوع شامل لعامة موضوعات مسائله ، فالمقوم للعلم الاعتباري ترتّب غرض واحد على مسائل متسانخة سواء كان الكل داخلاً تحت عنوان واحد أو لا ، بل يكفي اشتراك عدّة من المسائل في الحصول على غرض واحد ، وهذا القول هو المتعيّن من بين الأقوال.
لا شكّ في وجود التمايز بين العلوم إنّما الكلام في تعيين المميز بينها ، وهناك أقوال :
١. تمايز العلوم بتمايز الأغراض ، وهو خيرة المحقّق الخراساني.
٢. تمايز العلوم بتمايز الموضوعات وهو المشهور.
٣. تمايز العلوم بالجهة الجامعة بين مسائلها المنتزعة من المحمولات.
٤. تمايز العلوم واختلاف بعضها بذاتها وجوهرها ، وهو خيرة سيدنا الأُستاذ.
فلنتناول كلّ واحد من هذه الأقوال بالبحث والتحليل.
دليل القول الأوّل
ذهب المحقّق الخراساني إلى أنّ تمايز العلوم بتمايز الأغراض وقال : إنّ تمايز العلوم ، إنّما هو باختلاف الأغراض الداعية إلى التدوين لا الموضوعات ولا
__________________
١ ـ الأسفار ، قسم التعليقة : ١ / ٣١.