خطوة يخطونها إلى الجهاد وما يقابلون من ظمأ وعطش ، ونصب وتعب ، ومخمصة وجوع ، عملاً صالحاً لا ينفك عن الأجر كما يقول سبحانه : ( كُتِبَ لَهُمْ بهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنّ اللّهَ لا يُضيعُ أَجرَ الْمُحسِنين ) ومن المعلوم أنّ ما وصف كلّها واجب غيري مقدمي.
ونظير الآية ما تضافر من ترتّب الثواب على كلّ خطوة يخطوها زائر الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام. (١)
وعلى ضوء ما ذكرنا يمكن الحدس بأنّ امتثال الأمر الغيري كامتثال الأمر النفسي إذا كان في سبيل التوصّل إلى امتثال الأمر النفسي يعد طاعة ويثاب الفاعل.
ثمّ إنّ المحقّق الخراساني لمّا أنكر ترتّب الثواب على امتثال الأمر الغيري وواجهه ما ورد في الشرع من ترتّب الثواب على امتثال الأمر الغيري حاول توجيه الآيات والروايات بوجهين :
الأوّل : لا بأس بزيادة المثوبة على الموافقة فيما لو أتى بالمقدّمات بما هي مقدّمات له من باب أنّه يصير حينئذ من باب أفضل الأعمال ، حيث صار أشقّها وعليه ينزل ما ورد من الثواب على المقدّمات.
وحاصله : انّ كثرة المقدّمات تجعل العمل من الأعمال الشاقة ويكون الثواب المترتّب على ذيها أكثر من غير المشتمل عليها ، وعلى هذا يكون الإتيان
__________________
١ ـ كامل الزيارات : ١٣٣.