إشكالات الطهارات الثلاث
قد وقعت الطهارات الثلاث مورداً للإشكال من جهات ثلاثة :
الأوّل : اتّفقت كلمة الفقهاء على أنّ الآتي بها يثاب ، مع أنّ الأمر الغيري لا يترتّب عليه ثواب.
الثاني : اتّفق الفقهاء ـ غير أبي حنيفة ـ على أنّ الطهارات الثلاث أخذت مقدّمة للصلاة بما هي عبادة يتقرّب بها إلى اللّه تعالى ، مع أنّ الأوامر المتعلّقة بها أوامر غيرية وهي توصلية دائماً لا تُصحّح عبادية متعلّقاتها ، إذ ليست المقدّمة محبوبة للمولى إذ لو أمكنه الأمر بذيها بدون التوصّل بها ، لأمر ، فالأمر بها من باب اللابدية ومثل هذا لا يصلح للمقربية.
وإن شئت قلت : إنّ الأوامر الغيرية أوامر توصلية ، وهي لا تكون منشأ لعبادية المتعلّق.
الثالث : انّ الطهارات الثلاث ، إنّما أخذت مقدّمة للصلاة بما انّها عبادة ، وليس حالُـها حالَ بقيّة المقدّمات في كون مطلق وجودها في الخارج مقدّمة ، سواء أتي بها عبادة أم لا ، فحينئذ لا إشكال في توقّف الأمر الغيري على عباديتها ، فلو توقفت عباديتها على الأمر الغيري ، لزم الدور.
وبعبارة أُخرى : انّ الأمر الغيري يتعلّق بما يتوقّف عليه الواجب ، والمفروض