عليه إلى ضمّ كلمة أُخرى إليه لتدل على متعلّقه ، وهذا هو المراد بقولهم إنّ للاسم والفعل معنى كائناً في نفس الكلمة الدالة عليه ، وإذا لاحظه العقل من حيث هو حالة بين السير والبصرة مثلاً وجعله آلة لتعرف حالهما كان معنى غير مستقل بالمفهومية ولا يصلح أن يكون محكوماً عليه وبه ولا يمكن أن يتعقّل إلاّ بذكر متعلّقه بخصوصه ولا أن يدلّ عليه إلاّ بضم كلمة دالّة على متعلّقه. (١)
ثمّ إنّه أفاض القول في ذلك ، فمن أراد فليرجع إلى الكتاب.
وبذلك يعلم ضعف كلام المحقّق الخراساني حيث جعل المعاني الاسمية والحرفية واحداً بالذات تصوراً وذاتاً لكن الاستقلالية والآلية تعرضان على المعنى الوارد عند الاستعمال ، فجعل ما هو جزء الذات أو صميمها أمراً عرضياً للمعنى.
أسئلة وأجوبة
فإن قلت : قد عدّ العرض في البيان السابق من القسم الثاني وهو ما يكون مستقلاً مفهوماً ، وغير مستقل وجوداً ، مع أنّ هذا التعريف للأعراض لا يصدق إلاّ على الكم والكيف ولا يصدق على الأعراض النسبية كالأين ومتى ، فانّ الأوّل عبارة عن كون الشيء في المكان ، كما أنّ الثاني عبارة عن كون الشيء في الزمان ، وما هذا معناه فهو من المعاني الحرفية القائمة بالغير مفهوماً ووجوداً لا وجوداً فقط.
قلت : إنّ تفسير المقولتين بما ذكر تفسير خاطئ ، بل الأين عبارة عن الهيئة الحاصلة للشيء من كونه في المكان أو من كونه في الزمان ، والهيئة الحاصلة معنى اسمي مستقل مفهوماً ، وإن كان غير مستقل وجوداً ، وهذا نظير الجِدَة فانّ الجدة ليست إلاّ الهيئة الحاصلة من إحاطة شيء بشيء كالهيئة الحاصلة للإنسان بالتعمم
__________________
١ ـ شرح الكافية المشهور بشرح الجامي : ١٥.