من لفظ « أنت » و « أنا » و « هو » الذات عند الإشارة وإن كانت الإشارة في الضمير الغائب أضعف من الأوّلين.
ثمّ إنّ الإشارة اللفظية تتكفّل وراء إحضار المشار إليه ، بيان إفراده وتثنيته وجمعه وتذكيره وتأنيثه ، حضوره وغيبته ، ولذلك مسّت الحاجة إلى وضع الألفاظ وعدم الاكتفاء بالإشارات التكوينية.
وأمّا الموصول فالظاهر عدم وجود الإشارة فيه فهو بأسماء الأجناس أشبه ، ولأجل اشتمالها على الإبهام المطلق دون أسماء الأجناس تلزم الصلة بعدها ، فالظاهر انّ الوضع فيها عام كالموضوع له.
الجمل الإنشائية على ضربين :
فضرب منها يُستخدم في باب الأمر والنهي ، وقسم منها في العقود والإيقاعات ، مثل قولك « بعت » أو « أنت طالق » إذا كنت في مقام الإنشاء ، وقد اختلف الأُصوليون في تبيين الفرق بين الإخبار والإنشاء على وجوه :
اختار المحقّق الخراساني في المقام نفسَ ما اختاره في المعاني الاسمية والحرفية من عدم دخول واقعية الانشاء والاخبار في الموضوع له ، وإنّما هما من قيود الوضع وطوارئ الاستعمال. فمفاد « بعت » نسبة مادة البيع إلى المتكلّم إمّا بقصد ثبوت معناه في موطنه فإخبار ، أو بقصد تحقّقه وثبوته بنفس الاستعمال فإنشاء. (١)
__________________
١ ـ كفاية الأُصول : ١ / ١٦.