وأشار أنّه سلك مسلكاً لم يسلكه سالك قبله ، إذ قسم الكتاب إلى قسمين ، فكان القسم الأوّل فيمن اعتمد على رواياتهم ، وضمّ الثاني من يتوقّف عن العمل بروايتهم.
كما أشار إلى عدم ذكر مصنّفات الرواة ولم يطوّل في نقل سيرتهم وأوكل ذلك إلى كتابه الكبير المسمّى كشف المقال في معرفة الرجال والذي أشار إليه مرّات عديدة في متن الخلاصة كما أسلفنا ، إلاّ أنّ هذا الكتاب مفقود ولم يصل إلينا ـ وقد أشار الأفندي إلى ذلك بقوله : «ولكن إلى الآن لم يوجد لكتابه الكبير عين ولا أثر»(١) ـ ورتّب كلّ قسم من الكتاب على حروف المعجم(٢).
حوى القسم الأوّل سبعة وعشرين فصلا ، وفصل آخر للكنى وهو الفصل الثامن والعشرون.
وفي كلّ فصل من هذه الفصول أبواب ، ففي فصل الهمزة ثلاثة عشر باباً ، الباب الأوّل في إبراهيم وفيه ثمانية وعشرين رجلا. الفصل الثاني في الباء وفيه سبعة أبواب ، وبابه الرابع بكير وفيه خمسة رجال وهكذا. ولا يوجد باب لحرف الغين في القسمين.
حوى القسم الأوّل بجميع فصوله وأبوابه ترجمة ألف ومائتين وسبعة وعشرين رجلاً. أمّا القسم الثاني فقد حوى ترجمة خمسمائة وعشرة رجال(٣). ورتّب هذا القسم ـ الثاني ـ حسب ترتيب القسم الأوّل في سبعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) رياض العلماء وحياض الفضلاء ١/٣٦٢.
(٢) إلاّ أنّه اعتمد على الحرف الأوّل من الأسماء دون الحرف الثاني والثالث.
(٣) خلاصة الأقوال : ٣١٣ ، ٤٢٤.