المبحث الثاني
تحليل منهج التأليف في كتاب الإيضاح :
هناك بون شاسع بين الكتابين ـ الخلاصة والإيضاح ـ من حيث عدد الرواة المترجم لهم ، إذ حوى كتاب الخلاصة ألفاً وسبعمائة وسبعاً وثلاثين ترجمة ، وزاد عليها في الفوائد في نهاية الكتاب اثنتين وأربعين ترجمة ، بينماحوى الإيضاح تسعاً وتسعين وسبعمائة ترجمة ، منها ما هو مكرّر ـ كماسنشير لاحقاً ـ وبضمنها باب الكنى الذي ضمّ سبعاً وعشرين ترجمة ، كما أنّه لم يقسمه إلى قسمين كما هو الحال في الخلاصة.
ورتّب العلاّمة الإيضاح على حروف المعجم معتمداً على أوّل الاسم فقط ، وكذلك فعل في الخلاصة ، فتراه يقدّم الفضيل على الفضل ... وموسى على معاوية ... إلخ.
وهذا ممّا يتعب المتتبّع والقارئ ، وقد لمست ذلك من خلال طول مدّة التعامل مع كتاب الخلاصة على مدار البحث ، ولم أبذل جهداً يوازي ما بذلته مع الخلاصة وموازنة برجال ابن داود فقد رتّب أسماءهم على الأوائل فالثواني من الحروف ثمّ الآباء ، فصار المرء يصل إلى ضالّته بصورة أسهل وأسرع.
كما أنّ العلاّمة أضاف في الخلاصة عشر فوائد في الرجال ، ولم يضف شيئاً في الإيضاح. وألّف كتاب الإيضاح بتاريخ آخر نهار الثلاثاء تاسع عشر من ذي القعدة في سنة سبع وسبعمائة ، أي بعد تأليف الخلاصة بأربع عشرة سنة(١).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الإيضاح : ٣٢٧.