أديباً شاعراً جليلاً من أعيان العلماء في عصره ، ولمّا توفّي رثاه الحسن بن علي بن داود بقصيدة تقدّم منها أبيات في ترجمته ، وجرى بينه وبين المحقّق نجم الدين جعفر بن سعيد مكاتبات ومراسلات من النظم والنثر ذكرجملة منها الشيخ حسن في إجازته ، فقال عند ذكره : وكان هذا الشيخ من أعيان علمائنا في عصره. ورأيت بخطّ الشهيد الأوّل في بعض مجاميعه حكاية أمور تتعلّق بهذا الشيخ وفيها تنبيه على ما قلناه ، فمنها أنّه كتب إلى الشيخ المحقّق نجم الدين ابن سعيد أبياتاً من جملتها :
أغيب عنك وأشواقي تجاذبني |
|
إلى لقائك جذب المغرم العاني |
إلى لقاء حبيب شبه بدر دجىً |
|
وقد رماه بإعراض وهجران |
ومنها :
قلبي وشخصك مقرونان في قرن |
|
عند انتباهي وبعد النوم يغشاني |
حللت فيّ محلّ الروح في جسدي |
|
فأنت ذكرى في سرّي وإعلاني |
لولا المخافة من كره ومن ملل |
|
لطال نحوك تردادي وإتياني |
يا جعفر بن سعيد يا إمام هدىً |
|
يا واحد الدهر يامن ماله ثان |
إنّي بحبِّك مغرىً غير مكترث |
|
بمن يلوم وفي حُبَّيك يلحاني |
فأنت سيِّد أهل الفضل كلّهم |
|
لم يختلف أبداً في فضلك اثنان |