وحمل ما أطيق به نهوضاً |
|
فإنّ الرفق أنسب بالصديق |
فقد صيّرتني لعلاك رقّاً |
|
ببرِّك بل أرقّ من الرقيق |
وكتب بعدها نثراً من جملته :
ولست أدري كيف سوَّغ لنفسه الكريمة مع حنوِّه على إخوانه وشفقه على أوليائه وخلاّنه إثقال كاهلي بما لاتطيق الرجال حمله بل تضعف الجبال أن تقلّه ، حتّى صيّرني بالعجز عن مجاراته أسيراً وأوقفني في ميدان محاورته حسيراً ، فما أُقابل ذلك البرّ الوافر ولاأُجازي ذلك الفضل الغامر ، وإنّي لأظنّ كرم عنصره وشرف جوهره بعثه على إفاضة فضله وإن أصاب به غير أهله ، أو كأنّه مع هذه السجية الغرّاء والطوية الزهراء استملى بصحيح فكرتهوسليم فطرته الولاء من صفحات وجهي وفلتات لساني ، وقرأ المحبّة من لحظات طرفي ولمحات شأني ، فلم ترض همّته العليّة من ذلك الإيمان بدون البيان ولم يقنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلاّ بالعيان ، فحرّك ذلك منه بحراً لايسمح إلاّ بالدرر وحجزاً لايرشح بغير الفقر ، وأنا استمدّ من إنعامه الاقتصار على ما تطوَّع به من البرّ حتّى أقوم بما وجب عليّ من الشكر إن شاء الله ...».
وذكره صاحب روضات الجنّات(١) قائلاً :
«الشيخ شمس الملّة والحقّ والدين محفوظ بن وشاح بن محمّـد الحلّي ، من أجلاّء تلامذة مولانا المحقّق المرحوم ، أشير إلى شيء من منقبته في ذيل ترجمة المحقّق قدسسره في باب الجيم ، وقد ذكره صاحب أمل الآمل مع كمال التمجيد ونهاية التعظيم فقال ...».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) روضات الجنّات ٦/١٠٥.