/ ٢ / بسم الله الّرحمن الّرحيم
الحمد لله الّذي جعل العبادة وسيلة للنّجاة ، والزهادة والتقاوة والنقاوة بضاعة لتكميل النفوس وخلاصهم عن دركات الهلكات والورطات المهلكات ، وأُصلّي وأُسلّم على مُحمّد]الذي[(١) عرج بروحه وجسمه إلى السّماوات ، وآله وأرومته وأفلاذ كبده الّذين هم شموس وبدور لأبراج الولاية والخلافة الإلهيّة في المقامات.
/ ٣ / وبعد : فيقول الأفقر الجاني محمّد بن سليمان الطبيب التنكابني : إنّه قدسألني بعض الأذكياء عن فقرة من فقرات دعاء كميل بن زياد النخعي(٢)المرويّ عن أمير المؤمنين عليه السلام وعدم تناسبها مع ما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مابين المعقوفين أضفناه لاقتضاء السياق ، وفي المخطوطة : محمّد.
(٢) قال السيّد ابن طاووس في إقبال الأعمال في أدعية ليلة النصف من شعبان : «من الدعوات في هذه الليلة مارويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه قال : روي أنّ كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين عليهالسلام ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان.
أقول : ووجدت في رواية أخرى ما هذا لفظها :
قال كميل بن زياد : كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه ، فقال بعضهم : يا أمير المؤمنين ما معنى قول الله عزّ وجلّ : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمْر حَكيم) سورة الدخان : ٤٤ / ٤ ، قال عليهالسلام : هي ليلة النصف من شعبان ، والذي نفس عليّ بيده إنّه ما من عبد إلاّ وجميع ما يجري عليه من خير وشرٍّ مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليهالسلام إلاّ أجيب له ، فلمّا انصرف طرقته ليلاً ، فقال عليهالسلام : ما جاء بك يا كميل؟ ، قلت : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر عليهالسلام ، فقال : اجلس يا كميل ، إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كلّ ليلة جمعة