ابن فضّال أعبد من رأينا وسمعنا به ، قال : فإنّه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجئ الطير فيقع عليه فما نظنّ إلاّ أنّه ثوب أو خرقة ، وأنّ الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد آنست به ، وإنّ عسكر الصعاليك ليجيؤون يريدون الغارة أو قتال قوم فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا.
قال أبو محمّد : فظننت أنّ هذا الرجل كان في الزمان الأوّل ، فبينما أنا بعدذلك بيسير قاعد في قطيعة الربيع مع أبي رحمهاللهإذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص برسي ورداء برسي في رجليه نعل محضر فسلّم على أبي ، فقام إليه فرحّب به وبجّله ، فلمّا أن مضى يريد ابن أبي عميرة قلت : من هذا الشيخ؟ قال : هذا الحسن بن عليّ بن فضّال ، قلت : هذا العابد الفاضل؟قال : هو ذاك ، قلت : أليس هو ذلك بالجبل؟ قال : هو ذاك كان يكون في الجبل ، قال : ما أقلّ عقلك من غلام! فأخبرته بما سمعته من القوم ، قال : هو ذاك ، فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي ، وكان مصلاّه في الكوفة عند الاسطوانة السابعة ويقال لها : اسطوانة إبراهيم الخليل عليهالسلام ، مات سنة أربع وعشرين ومأتين(١).
وكان العلاّمة الحلّي قد اعتمد عليه(٢).
٧ ـ حمدويه بن نصير(٣) : «حمدوية بن نصير بن شاهي ـ بالشين المعجمة ـ سمع يعقوب بن يزيد ، روى عن العيّاشي ، يكنّى أبا الحسن ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) خلاصة الأقوال : ٩٨ ـ ٩٩. وينظر : رجال النجاشي : ٣٤ ـ ٣٦ ، رجال الكشّي : ٥٦٥ ، فهرست الشيخ الطوسي : ٩٧ ـ ٩٨ ، رجال ابن داود : ٧٦ ، التحرير الطاووسي المستخرج من كتاب حلّ الإشكال في معرفة الرجال : ٧٢ ـ ٧٦.
(٢) خلاصة الأقوال : ١٤١ ، ١٤٨ ، ٢١٧ ، ٢٣٨ ، ٣٦٢ ، ٢٧٩.
(٣) «حمدويه بفتح الحاء والدال المهملتين ... بن نصير ـ بالفتح ـ بن شاهي ـ بالمعجمة ـ أبوالحسن لم (جخ) أوحد زمانه لا نظير له» ، رجال ابن داود : ٨٥.