الأمارات هو الحجّية خلاف التحقيق ، فإنّه ليس للشارع أيّ جعل في باب الأمارات ، بل وأقصى ما قام به ، انّه أمضى ما عليه العقلاء من العمل بقول الثقة ، بالسكوت أو بإخراج الفاسق وإبقاء العادل بالروايات الإرجاعية وغيرها ، فما ورد في الروايات إمّا إرشاد إلى الصغرى أو إمضاء لما في يد العقلاء حتّى أنّ ما ورد في التوقيع عن الناحية المقدسة ، أعني قوله : «وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله» ليس بصدد إنشاء الحجّية ، بل إخبار عن كونهم حجج الله كما يخبر عن نفسه بأنّه حجّة من الله ، إذ لا معنى لإنشاء الحجّية على نفسه.