دلالة الظواهر على معانيها
قطعية أو ظنية؟
اشتهر بين الأُصوليين أنّ دلالة الظواهر على معانيها ظنيّة لا قطعية وبذلك جوّزوا تخصيص الكتاب العزيز بخبر الواحد بحجّة أنّ ظواهر الكتاب ظنية.
وإليك سرد بعض الكلمات.
احتجّ القائل بعدم جواز تخصيص الكتاب بالخبر الواحد ، بأنّ الكتاب قطعي ، والخبر الواحد ظني ، والظني لا يعارض القطعي.
وردّ عليه صاحب المعالم بأنّ مورد التخصيص هو الدلالة وهي ظنيّة وإن كان المتن قطعيّاً ، فلم يلزم ترك القطعي بالظني ، بل هو ترك الظنّيّ بالظنّي.
وبتقرير آخر : وهو انّ عام الكتاب وإن كان قطعي النقل لكنّه ظنّي الدلالة ، وخاص الخبر وإن كان ظني النقل لكنّه قطعي الدلالة ، فصار لكلّ قوة من وجه وضعف من وجه فتساويا ، فتعارضا ، فوجب الجمع بينهما. (١)
وقال المحقّق القمي في مسألة تخصيص الكتاب بالخبر الواحد : إنّ
__________________
(١). معالم الدين : ٣٠٦.