١
الرازي وكون الظواهر ظنيّة
إنّ الرازي ممّن شرح هذا الموضوع وأثبت ـ حسب ظنّه ـ بأنّ الدلائل اللفظية ظنيّة ، لأنّ التمسك بالدلائل اللفظية موقوف على عشرة أُمور ظنيّة ، والموقوف على الظنّي ظنّي.
وهذه الأُمور العشرة موجزها عبارة عن :
عصمة رواة مفردات تلك الألفاظ ، وإعرابها ، وتصريفها ، وعدم الاشتراك ، والمجاز ، والنقل ، والتخصيص بالأشخاص والأزمنة ، عدم الإضمار ، والتأخير ، والتقديم ، والنسخ ، وعدم المعارض العقلي ، الذي لو كان لرجح عليه. (١)
ثمّ إنّه شرح الأُمور العشرة في غير واحد من كتبه ، ويتلخّص بالنحو التالي :
١. أنّ التمسّك بالدلائل اللفظية يتوقّف على نقل مفردات اللغة ، ونقل النحو والتصريف ، لكن رواية هذه الأشياء منقولة بالآحاد ، لأنّها تنتهي إلى أشخاص قليلين ، غير معصومين ، ولا يمنع إقدامهم على الكذب ، أو وقوعهم في
__________________
(١). محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين للرازي ٧١.