٣
دلالة الظواهر قطعية
لا شكّ أنّ المفاهمة بين الناس في أصعدة الحياة المختلفة على أساس القطع واليقين بمراد المتكلّم ، فعند ما يخاطب الزوجُ الزوجةَ والوالدُ الولدَ والمعلمُ المتعلمَ والسوقيُ البائع المشتريَ والموظف من راجعه ، فلا يتردد المخاطب في مقاصد المتكلّم ، وليس كلّ كلام يُلقى في هذه الأصعدة نصاً اصطلاحياً وإنّما الغالب هو ما يسمّيه الأُصوليون بالظواهر ، وإلّا فلو كانت دلالة الجمل في الحياة العامة للإنسان ظنية ، لانهارت الحياة وامتنع التفاهم. ونحن نقول بأنّ دلالة الظواهر في جميع الأصعدة على معانيها دلالة قطعية لا ظنيّة ويتّضح ذلك ببيان أُمور :
الأوّل : المفاهمة على أساس القطع بالمراد
إنّ الأساتذة في الجامعات ، والمدرسين في الثانويات ، يربون جيلاً كبيراً بالظواهر التي زعم الرازي وغيره أنّها ظنيّة الدلالة باحتمال تطرق أحد الأُمور التي ستوافيك مع أنّا نرى أنّ هذه الاحتمالات لا تنقدح في ذهن تلاميذهم ، بل يتلقّون كلامهم وجملهم قاطعة الدلالة واضحة المراد.
ومما يرشد إلى ذلك انّه سبحانه يصف الإنسان بقوله : (الرَّحْمنُ* عَلَّمَ