وقال أيضاً : وكلّهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ، ويعادي ويوالي عليها ، ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده ، وعلى ذلك جماعة أهل السنّة. (١)
وجاء في شرح الكوكب المنير : ويعمل بآحاد الأحاديث في أُصول الديانات ، وحكى ذلك ابن عبد البر إجماعاً. (٢)
يقول ابن القيم : إنّ هذه الأخبار لو لم تفد اليقين ، فإنّ الظن الغالب حاصل منها ، ولا يمتنع إثبات الأسماء والصفات بها ، كما لا يمتنع إثبات الأحكام الطلبية بها ... ولم تزل الصحابة والتابعون وتابعوهم وأهل الحديث والسنّة يحتجون بهذه الأخبار في مسائل الصفات والقدر والأسماء والأحكام ، ولم ينقل عن أحد منهم البتة أنّه جوّز الاحتجاج بها في مسائل الأحكام دون الإخبار عن الله وأسمائه وصفاته .... (٣)
وقد نقل هذه النصوص مؤلف كتاب «موقف المتكلمين من الكتاب والسنّة» عن المصادر الّتي أشرنا اليها في الهامش واستنتج من هذه الكلمات ما يلي :
يرى أهل السنّة والجماعة الأخذ بكل حديث صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في العقائد ، واعتقاد موجبه ، سواء أكان متواتراً أم آحاداً ، إذ إنّ كلّ ما صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وجب القطع به واعتقاده والعمل به ، سواء أوصل إلى درجة التواتر أم لم يصل ، وسواء أكان ذلك في الاعتقادات أم فيما يسمّى بالعمليات ، أي : المسائل والأحكام الفقهية.
__________________
(١). التمهيد : ١ / ٨.
(٢). شرح الكوكب المنير : ٢ / ٣٥٢ وانظر : لوامع الأنوار الإلهية : ١ / ١٩.
(٣). مختصر الصواعق : ٢ / ٤١٢.