أو القبح العقلي والمفسدة.
وهناك إجابة أُخرى نشير إليها وهي :
إنّ الأحكام المستنبطة من الحسن والقبح حسب الثبوت وإن كانت أربعة ؛ لاختلاف درجات الحسن والقبح ، فالدرجة العالية من الحسن تقتضي الوجوب والمتوسطة تقتضي الاستحباب ، وهكذا القبح فالدرجة القوية منه تلازم الحرمة والدرجة الضعيفة تلازم الكراهة ، إلّا أنّ هذا صحيح حسب الثبوت ، وأمّا حسب الإثبات فلا ؛ لأنّ الحسن والقبح من المستقلات العقلية ، والعقل لا يدرك إلّا ما كان لازم الفعل أو لازم الترك ، وأمّا ما وراء ذلك فهو وإن صحّ واقعاً ، لكن ليس للعقل إليه سبيل.
والحاصل : أنّ الضيق : إنّما هو في إدراك العقل للحسن والقبح ، والعقل لا يدرك إلّا ما كان لازم الفعل أو لازم الترك ، كالإحسان لمن أحسن وعدم الإساءة إليه ، والعمل بالميثاق وعدم نقضه ، إلى غير ذلك من العناوين التي يقف عليها العقل ، فلا يستنبط منه إلّا الحكم الإلزامي.