بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله خالق النعم ، وبارئ النسم ، حمداً يليق بعزّ جلاله ، وعظمة كبريائه.
والصلاة والسلام ، على من أتمّ به النعمة ، وأكمل به الدين محمد أشرف الرسل ، والهادي إلى أفضل السبل.
وعلى آله المخصوصين بالولاية ، خير أئمّة وسادة.
أمّا بعد : فهذه رسائل في تحقيق قسم من المسائل الأُصولية ، الّتي لها دور مهم في استنباط المسائل الفقهية ، أفردتها بالبحث والدراسة إمّا استيفاء لحقّها ، حيث إنّ القوم لم يُعيروا لها أهمية لائقة بها (١) أو إيضاحاً لمقاصد القوم. (٢) أو نقداً لبعض الآراء (٣) ، أو ردّاً على ما ذهب إليه أكثر الأُصوليين. (٤)
ورائدي فيها ، هو قوله سبحانه : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)(٥) ، فإن أصبت الحق فهو من الله سبحانه وإن أخطأت فهو من قصوري
__________________
(١). كالبحث عن حجّية العقل ومجالاتها ، أو دور العرف وسيرة العقلاء في استنباط الأحكام.
(٢). كالبحث عن الجمع بين الحكمين : الواقعي والظاهري.
(٣). نظرية مسلك حق الطاعة.
(٤). دلالة الظواهر على معانيها قطعية.
(٥). العنكبوت : ٦٩.