أبداً.
والحاصل : أنّ هذه الروايات الّتي حشدها صاحب الوسائل في الباب السادس والعاشر من أبواب صفات القاضي وغيرهما لا صلة لها بالمجتهدين الكبار الذين أخذوا الأُصول والفروع عنهم عليهمالسلام وأناخوا ركائبهم أمام أبوابهم عليهمالسلام ، بل هي راجعة إلى المعرضين عن أبوابهم.
وقد تقدّم أنّ قسماً من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام كزرارة ويونس بن عبد الرحمن وغيرهما كانوا على خط العقل مع العلم بالنقل ولم يعزلوا العقل عن منصة التشريع.
ثمّ إنّ للمحدّث الاسترآبادي مغالطة واضحة في بعض كلماته وطالما نسمعها من أصحاب التفكيك في عصرنا هذا.
قال : إن تمسّكنا بكلامهم فقد عصمنا عن الخطأ ، وإن تمسّكنا بغيرهم لم نُعْصَم عنه ، ومن المعلوم أنّ العصمة من الخطأ أمر مطلوب مرغوب فيه شرعاً وعقلاً.
يلاحظ عليه : أنّه مغالطة محضة ، فإنّ المسلم الواعي لا يعوِّض كلامهم بشيء ، إذ لا يعادله شيء ، لكن الكلام في أنّه إذا لم يوجد عنهم نص صحيح ، ولا ظاهر قويم ، فهل هنا مرجع غير الشرع؟ فالأُصولي يجيب بالإثبات ، لكن فيما إذا كان الموضوع ممّا يصحّ أن يرجع إليه ، والأخباري يجيب بالنفي.
بلغ الكلام إلى هنا ظهيرة يوم الأحد آخر
شهر شعبان المعظم من شهور عام ١٤٢٤ ه ـ
|
جعفر السبحاني قم ـ مؤسسة الإمام الصادق عليهالسلام |