مسلك حقّ الطاعة
بين الرفض والقبول
اتّفق الأُصوليون المتأخّرون على أنّ المرجع في الشبهات الحكمية هو البراءة العقلية ، فإذا شكّ الإنسان في وجوب شيء أو حرمته بعد الفحص عن مظان الدليل ، يحكم العقل بعدم وجوبه وحرمته ظاهراً مستنداً إلى قبح العقاب بلا بيان. ولتوضيح مقصدهم نقول :
إنّ التمسك بالبراءة العقلية يتحدّد بأُمور :
الأوّل : عدم ورود البيان من المولى في المورد ، سواء أكان البيان بالعنوان الأوّلي أم بالعنوان الثانوي ، مثلاً : إذا شككنا في حرمة شرب التتن ، فالعقل لا يمنع من الارتكاب بشرط أن لا يرد في المقام بيان في حرمة شرب التتن إمّا بما هو هو كما إذا قال : لا تشرب التتن ، أو بما هو مشكوك الحرمة كأن يقول : إذا شككت في حرمة شيء فعليك بالاحتياط ، فالبراءة العقلية رهن عدم وجود أحد البيانين وإلّا فيرتفع موضوعها.
الثاني : عدم احتمال وجود غرض مهم للمولى في المورد بخصوصه على نحو