وذلك بالنظر إلى ما للمولى سبحانه من صفات ككونه حكيماً عادلاً ، إلى غير ذلك من الصفات الكمالية نظير حكم العقل بعدم صدور القبيح منه فحكم العقل بعدم الصدور بمعنى استكشافه ذلك منه بالنظر إلى ما للمولى سبحانه من صفات تستلزم ذلك.
وقد وقفت على كلام للسيد الشهيد الصدر قدِّس سرُّه وهو ينكر هذه القاعدة ـ أي قبح العقاب بلا بيان ـ ويعتمد على قضية حقّ الطاعة ويقول : إنّ للمولى حقّ الطاعة في المجالات الثلاثة : القطع بالحكم ، والظن ، والاحتمال به.
ثمّ إنّه أوضح ذلك بما ألّفه بقلمه الشريف كالحلقات وبما قرره تلامذته ، ونحن نذكر ما وقفنا عليه من كلماته أوّلاً ثمّ نردفه بنقل ما ذكره في محاضراته ، وقد أسماه ب ـ «مسلك حق الطاعة» ، وذكره في غير موضع من حلقاته كما ذكر ثمار المسلكين في الحلقة الثانية. (١) وإليك مقتطفات من كلامه.
حقّ الطاعة أوسع من العلم بالتكليف
إنّ دائرة حقّ الطاعة أوسع من التكاليف المعلومة ، بل يعمّ المظنونة والمحتملة ، فحكم العقل بحقّ الطاعة للمولى غير محدّد بصورة العلم بالتكليف ، وذلك «لأنّ مرجعه إلى تحديد دائرة حقّ الطاعة في التكاليف المعلومة ، خاصة ، بينما يرجع حكم العقل بمنجزية التكاليف المحتملة عندنا ، إلى توسعة دائرة حقّ الطاعة وهكذا». (٢)
ثمّ إنّه قدَّس سرّه بيّن ما يتبنّاه تحت عنوان «مسلك حقّ الطاعة» وقال :
__________________
(١). الحلقة الثانية : ٤٦ ـ ٥١.
(٢). الحلقة الثالثة : ٢ / ١٣.