المنقول سامع ومؤدّ ، كما أن حافظ القرآن والأخبار حامل ومؤدّ.
وكذلك علم الحديث يتشعب إلى هذه الأقسام سوى القراءة وتصحيح المخارج ، فدرجة الحافظ الناقل كدرجة معلم القرآن الحافظ له ، ودرجة من يعرف ظاهر معاينه كدرجة المفسّر ، ودرجة من يعتني بعلم أسامي الرجال كدرجة أهل النحو واللغة ، لأن السّند والرّواية آلة النقل ، وأحوالهم في العدالة شرط لصلاح الآلة للنقل ، فمعرفتهم ومعرفة أحوالهم ترجع إلى معرفة الآلة وشرط الآلة ، فهذه علوم الصدف.
المبحث الثاني
علوم اللّباب
وهي على طبقتين :
أ ـ الطبقة السّفلى من علوم اللّباب وهي علوم الأقسام الثلاثة التي سمّيناها التوابع المتمّة :
ـ فالقسم الأول : معرفة قصص القرآن ، وما يتعلق بالأنبياء ، وما يتعلق بالجاحدين والأعداء ، ويتكفل بهذا العلم القصّاص والوعّاظ وبعض المحدّثين ، وهذا علم لا تعمّ إليه الحاجة.
ـ والقسم الثاني : هو محاجّة الكفار ومجادلتهم ، ومنه يتشعب علم الكلام المقصود لردّ الضلالات والبدع ، وإزالة الشّبهات ، ويتكفل به