الفصل التاسع
في التّنبيه على الرّموز والإشارات
التي يشتمل عليها القرآن
لعلك تطمع في أن تنبّه على الرّموز والإشارات المودعة تحت الجواهر الذي ذكرنا اشتمال القرآن عليها. فاعلم أن الكبريت الأحمر عند الخلق في عالم الشهادة ، عبارة عن الكيمياء التي يتوصّل بها إلى قلب الأعيان من الصفات الخسيسة إلى الصفات النفيسة ، حتى ينقلب به الحجر ياقوتا ، والنحاس ذهبا إبريزا ، ليتوصّل به إلى اللّذات في الدنيا مكدّرة منغّصة في الحال ، منصرمة على قرب الاستقبال ، أفترى أن ما يقلب جواهر القلب من رزالة البهيمة وضلالة الجهل إلى صفاء الملائكة وروحانيّتها ، ليترقى [القلب] من أسفل السّافلين إلى أعلى علّيّين ، وينال به القرب من ربّ العالمين والنظر إلى وجهه الكريم أبدا دائما سرمدا ، هل هو أولى باسم الكبريت الأحمر أم لا؟ فلهذا سميناه الكبريت الأحمر.
فتأمّل وراجع نفسك وأنصف : لتعلم أن هذا الاسم بهذا المعنى أحق ، وعليه أصدق ، ثم أنفس النفائس التي تستفاد من الكيمياء اليواقيت ، وأعلاها الياقوت الأحمر ، فلذلك سميناه معرفة الذات.
وأما التّرياق الأكبر : فهو عند الخلق عبارة عما يشفى به من