وانت بعد التأمّل في هذا الكلام في حدّ ذاته ونظيره وما سبق منافي توضيح كلام العلمين يظهر لك المراد ولا يحتاج الى مزيد بحث وايراد قوله : ولذا لا بد الخ اقول اللّفظ الموضوع انّما يدلّ على المعنى الموضوع له بمعنى حصول العلم بارادته منه او الظنّ اعنى الدّلالة التّصديقيّة بمقدّمات منها العلم بوضعه له ومنها العلم بمتابعة المستعمل له في استعماله هذا او الظنّ ومنها العلم او الظنّ بانّ المتكلّم بصدد الإفادة وافهام ما هو ظاهر كلامه حدّا او على نحو ضرب القاعدة قوله : في اثبات ارادة الخ اقول الجار متعلّق بقوله لا بدّ يعنى لا بدّ من احراز ما تقدّم في اثبات ما أراده من ظاهر كلامه يعنى لا بدّ لمثبت ارادة المتكلم ما هو ظاهر كلامه انّ يحرز ما تقدّم قوله : ودلالته على الإرادة اقول عطف على الأثبات والمعنى ظاهر قوله : وتهيئاتها المخصوصة الخ اقول لا يخفى عليك انّ المعنى المفرد قد يختلف عليه حالات وخصوصيّات كالتّصغير والتّعظيم وغيرها من الخصوصيّات منها التثنية والجمع ونحوهما فوضع بازائها نوعيّا ما يدل عليه من الهيئة او الحروف كهيئة رجيل والتّصغير مثلا والتّنوين والألف والنّون ونحوهما لكنّه هذا في المفرد فقط من دون لحاظ تركيب اصلا وقد يختلف عليه حالات بلحاظ التّركيب ايضا كخصوصيّة الفاعليّة والمفعوليّة والظّرفيّة للفعل وغيرها من العوارض من خصوصيّات الإضافات وانواعها فوضع بازائها ما يدلّ عليهما نوعا من الهيئة وغيرها ثمّ اعلم انّ في قولك ضرب زيد مثلا نسبة بين ضرب زيد وخصوصيّة ثابتة لزيد وهى فاعليّته للضّرب وكونه صادرا منه والموضوع بازاء الثّانية هو الرّفع اللّاحق به فلذا قالوا الرّفع علامة الفاعليّة والموضوع بازاء النّسبة هى الهيئة العارضة للجملة او شيء آخر غير مذكور يستعار له هو ونحوه من الضّمائر كما صرّح به اهل الميزان وقد يكفي الفاعليّة ونحوها من الخصوصيّات ويقيد بها النّسبة ويقال النّسبة هنا خاصّة وهى النّسبة الصّدوريّة كالنّسبة الوقوعيّة بين الفعل والمفعول فح قد يقال انّ الموضوع بازائها هو الأعراب او شيء آخر يستعار له الضّمائر وبهذا الاعتبار قسمت القضيّة الى الثّلاثية والثّنائيّة او الهيئة على الاختلاف فتلخّص انّ الموضوع بالوضع النّوعى قد يكون عارضا ولا حقا للمفرد في حدّ ذاته ونفسه وقد يكون عارضا له بنفسه بلحاظ تركيبه او عارضا له ولغيره فت جيدا وبعد ثبوت تلك الأوضاع بخصوصيّاتها يكون التّركيب بيد المستعمل وراجعا اليه فيركّب الألفاظ بخصوصيّاتها ومهيئاتها فيما اذا اراد المعاني الخاصّة وليس لمجموع الألفاظ المتهيّئة بالهيئة الخاصّة وضع آخر بمقابل المجموع من المعاني ولذا قد يختلف التّراكيب مع افادة المعنى الواحد بلحاظ تفاوت المفردات توضيحا وخفاء وقد يكون تفاوت مراتب البيان كثيرة وكثيرا يمدح المستعمل بلحاظ تركيبه بحيث من المعلوم عدم اقتدار غيره عليه ولا ينبغى لأحد ان يقول بوضع آخر لكلّ من هذه الجملات قوله : ولعلّ المراد من العبارات الخ اقول الأمر كذلك بعد