بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (٧)
«أعوذ بالله» : أمتنع به وألتجئ إليه. «من الشّيطان» : المبعّد عن الخير والطّاعة والرّحمة. «الرّجيم» : المرجوم باللّعنة والطّرد.
[١] (بِسْمِ) : أبتدئ أو ابتدائي. (اللهِ) : علم على مستحقّ العبادة ، المعبود ، خالق العالم. (الرَّحْمنِ) : كثير الرّحمة وصاحبها العاطف على خلقه البرّ والفاجر. (الرَّحِيمِ) : الرّاحم المتفضّل. وقيل : رحمن ورحيم واحد. وجمع بينهما ، لأنّ الرّحمن عبرانيّ فجامعه بالرّحيم العربيّ. قاله تغلب. وقيل : جمع بينهما على جهة التأكيد. والبسملة شفاء من كلّ داء. الفاتحة مكّيّة. روي أنّها أفضل القرآن وهي الشّافية الكافية. والبسملة آية منها ومن كلّ سورة وبعض آية من سورة النمل.
[٢] (الْحَمْدُ لِلَّهِ) : المدح والثناء والشكر والرضى. ويختصّ بالله تعالى ؛ والشكر عامّ. وقيل : هما واحد. (رَبِّ) : مالك ومدبّر وسيّد. ويطلق على الله تعالى ويضاف في غيره. (الْعالَمِينَ) : ما سوى الله تعالى. وقيل : الجنّ والإنس. وقيل : كلّ ذي روح دبّ. وقيل : من له عقل وتمييز. وقيل : أصناف الخلق. لأنّ كلّ صنف عالم.
[٣] (الرَّحْمنِ) خاصّ لله ؛ نحو الله. (الرَّحِيمِ) يجوز أن يشرك غيره فيه.
[٤] (مالِكِ) : مالك. وقرئ بهما. لا مالك غيره في ذلك اليوم. (يَوْمِ الدِّينِ) : يوم الجزاء. والدّين أيضا : الحكم والقضاء. والدّين : العبادة.
[٥] (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) : نطيع ونوحّد ونخضع ونستكين. (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) : نطلب المعونة على طاعتك وعبادتك.
[٦] (اهْدِنَا) : أرشدنا. (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) : الطريق القائم القيّم. وهو الإسلام. وقيل : كتاب الله. وقيل : طريق الجنّة. وقيل : طريق النبيّ والأئمّة عليهمالسلام. وقيل : اهدنا ؛ أي : ألهمنا وسدّدنا ووفّقنا. والصّراط بالسّين والصّاد.
[٧] (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) : الأنبياء والأئمّة والملائكة والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين. (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) : اليهود بالاتّفاق. (وَلَا الضَّالِّينَ) : النصارى بالإجماع. والغضب من الله إرادة الانتقام ؛ ومن العبد غليان دم القلب. والضّلال هنا : العدول عن الحقّ والرشد.